
الشيخ سعد الفقي يكتب : قم للمعلم وفه التبجيلا

في ذاكرة الماضي السحيق . شخصيات لايمكن تناسيها . فقد اتسمت بالنبل والإخلاص والتفاني. وفي مراحل التعليم المختلفه .هناك أساتذة حفروا أماكنهم في القلوب . منهم من قضي نحبه وهو يؤدي رسالته ومنهم من ينتظر ومابدلوا تبديلا .
في ساحات الفصول الدراسية كانوا عناوين للايثار والإيمان بما يقدمونه . أعطوا الكثير دون مقابل . وقدموا دون انتظار لمغنم . كانوا يتقاضون الجنيهات المعدوة . وكانت همزة الوصل بينهم جميعا ( الرضا بما قسم الله ) الاسماء كثيرة ولايمكن حصرها .
الا انني ابدا لا أنسي الاستاذة المحترمة اسيا عبد الستار والتي تعلمت علي يديها . كم من المرات نالني الويل والثبور علي يديها . فعصاها لم تخطأ يوما جسدي النحيل . الا انني مازلت أذكرها بما قدمت من عون ولكل من كان في سني تقريبا .
في طابور الصباح كانت الأولي بين قريناتها في الحضور .
وكانت تحرص علي متابعتنا والوقوف علي كل ما يتعلق بنا بدايه من نظافة المكان مرورا بنظافه التلاميذ وانتهاء بالإخلاص والتفاني في شرح الدروس والمتابعة. ظلت الاستاذة تؤدي دورها وواجبها حتي آخر يوم في مشوارها التعليمي . سيقت لها الكراسي الا انها اثرت ان تكون معلمة ومربيه.
ومن تلاميذها تخرج الأطباء والمهندسون والمعلمون الخ . تقاعدت منذ سنوات الا انني عندما أراها اربت علي يديها مقبلا وشاكرا حسن صنيعها . عرفت الاستاذة بالعفه وحفظها لحقوق الآخرين والإيمان برسالتها . ورضاها بالمقسوم.
فبارك الله لها في أولادها. وكانت عصاميه فربت أولادها علي العفاف والإخلاص. فما أحوجنا الي أمثالها في هذة الايام .لنري بأم العين تحقيقا لقول الشاعر . قم للمعلم وفه التبجيلا . كاد المعلم أن يكون رسولا .